مروان مقديش - تونس
مع كل سقوط تظهر طينة " جيجي " العظيم الذي خرج من جلباب الفشل في كل مرة ليعود أكبر مما كان ، فالمأتم في قاموسه عرس و نواح الحزن في معجمه أناشيد للبهجة أما ظلم الكرة له فهو التحدي الذي أنهك قواه ، فبين الظلم و العدل خيط رفيع لا يراه إلا أهل القلوب ، لكن قلب " بوفون " بلغ المنى و لم ينله , و رغم ذلك بقي صامدا ..
في أقل من ثلاث سنوات ، أعجز الظلم عملاق " الأتزوري " و حامي عرين قلعة " البياكونيري " ، و في عودة بشريط الذكريات لزمن ليس ببعيد عن يومنا هذا فالحارس " بوفون " لم يتمكن من بلوغ نسخة روسيا من بطولة كأس العالم بعد السقوط المدوي لمنتخب بلده إيطاليا أمام المنتخب السويدي في منعرج توقفت فيه مسيرته الدولية .. نكبة لم يكن وقعها خطيرا على قصة رجل تمكن من معانقة جميع الكؤوس المتاحة إلا واحدة فقط كانت عصية على رغباته الجامحة في رفعها عاليا و تقبيلها ، كأس الأذنين تعمدت تجاهل همسات " جونلويجي " المتغزل .. حاول مرارا و تكرارا و لكنها رفضت فماذا عساه يفعل أمام تعنتها ..
" بوفون " كان قائدا ليوفنتوس في نهائي " أولمبيا ستاديوم " بالعاصمة الألمانية برلين يومها أطاح به " ميسي " و زملائه محققين خامس ألقاب برشلونة و آخرها .. سنتين على ذاك النهائي ، أعاد تسجيل إسمه مع السيدة العجوز في نهائي كارديف عندها إنهار كبرياءها أمام ملوك مدريد الذين طعنوا قلب شباكه في أربع مناسبات قضت على أحلام الطليان بالضربة القاضية ..
و ها هي الأيام تعطينا درسا في تصلب الأقدار معه ، فمسيرة الأسطورة قد تنتهي على إقصاء في ربع نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا بسبب عتابه على قاضي الصدام بين ناديه و كتيبة الميرينغي ؛ بوفون رفع سلاح الكلمات اللاذعة في وجه حكم إحتسب ركلة جزاء في آخر ثواني اللقاء الذي كاد أن يكتب فيه يوفنتوس عبارة الريمونتادا في قلب العاصمة الإسبانية ..
حارس حراس العالم ساهم في تتويج ناديه اليوفانتيني 13 لقبا محليا في حين أعجزه اللقب الأغلى في المسابقة الأعتى لتنتهي - ربما - مسيرة بطل على عداد خاو قاريا .. عداد ملأه شغف " بوفون " مجدا و خلودا رغم ظلم المستديرة له ..